باب النار أو حفرة الجحيم ظاهرة شاهدة على إثم الإنسان
باب النار أو باب الجحيم أو حفرة الجحيم كما يحلو للسكان المحليين في تركمانستان تسميتها تلك الحفرة الهائلة التي تموج باللهب وتمتلئ بالرعب والتي أثارت فزع العالم، عندما أصبح سكان قرية ديويرز بعشق آباد عاصمة تركمانستان ذات يوم من أيام العام 1971م على حفرة مشتعلة قطرها 72 مترا، وبعرض 200 قدما، وبعمق هائل، لا تخبو نارها ولا تهبط جذوتها، ترى من على بعد عشرات الكيلومترات، والطين يغلي في باطنها ويتقلب كأنه يستغيث، وظلت مشتعلة منذ ذلك الوقت ولم تتوقف، ويبدو أنها ستظل مشتعلة للأبد.
وقتها تظاهرت الدولة والمسئولون باندهاشم كما اندهش العالم كله، وتساءلوا كما تسائل الجميع عن سبب نشأة تلك الحفرة، وبدأت التكهنات والأخيلة والإشاعات تعمل عملها، ونسجت كثير من الأساطير حول تلك الحفرة النارية الهائلة، واستراحت أفئده كثير من الناس إلى أن الله أراد أن يذكر الناس بجهنم وجحيمها فأوقد تلك النار الهائلة !.
وبدأت الحقائق تتكشف شيئا فشيئا وتتضح، إذ كشف المستور بعد عشر سنوات من التكهنات والأساطير، حين أعلنت إحدى الشركات العاملة في التنقيب عن الغاز الطبيعي في تلك المنطقة التي حدثت بها تلك الفاجعة عن مسئوليتها عن إحداث تلك الحفرة بطريق الخطأ، وذلك عندما سقطت إحدى الحفارات في حفرة عميقة أثناء تنقيبها، وبدأ غاز الميثان السام يتسرب من تلك الحفرة، وخوفا من انتشاره قررت الشركة بالاتفاق مع الحكومة وقتئذ على اشعال النار فيها فالنار كفيلة بأن تقضي على تسرب الغاز حتى ينتهي، ولكن الله أراد شيئا آخر أراد أن يبقي تلك النار الهائلة مشتعلة إلى ما لا نهاية شاهدة على إثم الإنسان وفساده في الأرض وتذكيرا لهم بيوم عظيم ستكون النار فيه ليس لها باب واحد وإنما سبعة أبواب، وستظل النار في تلك الحفرة مشتعلة وقتا يسمح للعالم كله لمعاينتها ورؤيتها إن أرادوا، وخاصة عند الوضع في الاعتبار أن الحفرة تحتوي على نحو 8 بليون مترا مكعبا من الغاز !.
إن زيارة هذا المكان للتذكر والاعتبار والكشف والمشاهدة وإعادة الحسابات من جديد جيئ جيد، وإن كان الأمر لا يخلو من المتعة عند رؤية تلك الحفرة ليلا والنار تموج وسط الظلام.
0 comments: