جزيرة جرين لاند عالم من المتعة والجمال والهدوء
إذا كنت من هواة المغامرة والسفر والتمتع بأجمل المشاهد الطبيعية، ومناظر الثلوج وهي تلف كل شيء، فلن تجد أفضل ولا أروع من " الأرض الخضراء" جزيرة " "جرين لاند"، أعظم جزر العالم وأفسحها وأزخمها بالإثارة والغموض والأسرار، هناك لن ترى إلا البياض وخضرة المياة، حيث لون الثلوج الزاحفة، ولون الماء الفيروزي النقي، عرفها الإنسان منذ القدم، حيث سكنها الباليو - الإسكيمو من 2500العام إلى 800 قبل الميلاد، واستعمرها الفايكنج من النرويج وأيسلندا عام 875م وزحف الكثيرون ممن يستطيعون التكيف مع طبيعتها الصعبة، فسكنها الدينماركيون والإسكندنافيون، وقد بلغ عدد سكانها حاليا إلى 50 ألف نسمة، درجة حرارتها في الصيف لا تتعدى 14 درجة، وأثناء الشتاء تهبط درجة الحرارة إلى درجة التجمد فتصد إلى 40- درجة تحت الصفر، يعيش أهلها على الصيد حيث إنه الوسيلة الأكثر شيوعا في اكتساب الرزق، وتتعدى مساحتها المليوني كيلومترا مربعا، ومن المفارقات أن مساحتها أكبر من مساحة الدينمارك بـ 50 مرة !
تتبع طبيعيا القطب الشمالي حيث كل شيء في مناخ المدينة فهي لا تبعد عن القطب الشمالي أكثر من 16 كيلومترا فقط، وطقسها، وجليدها مستمد من طبيعة القطب الشمالي تماما، وإن كانت إداريا تتبع مملكة الدينمارك، مع أنها تبعد عن الدينمارك أكثر من 2000 كيلو مترا مربعا !.
وقد منحتها الدينمارك حكمها الذاتي عام 1979م وأصبحت مقاطعة وليست مستعمرة منذ ذلك الوقت، إلا أنها مازالت تتبعها إداريا واقتصاديا، أما عن سكانها فمازال للإسكيمو وجود قوي في الجزيرة، إذ معظم سكانها يعود إلى الإسكيموا أول من عرفوها وسكنوها وتآلفوا مع طبيعتها الغضة البكر، حيث لا مظاهر للآلات ولا ضجة المدن الصناعية، نزح الدينماركيون إليها بعد احتلالها من قبل الدينمارك والبرتغاليون في رحلة بحثهم عن المدخل الشمالي لآسيا، ولكن استقطبهم هدوؤها وسحرها فأقاموا بها، لاشك وأنت عازم على الذهاب إلى تلك الجزيرة الساحرة أن تعلم أن لغتها الأصلية الجرنلاندية، وإن كانت الدينمارك تعلن دائما أن لغتها الدينماركية، ربما لأن الدينماركية أقرب إلى الإنجليزية وهذا ما يشجع الناس على الذهاب إليها، ووسلة التنقل داخل الجزيرة هو الطيران نظرا لسعتها وتباعد مساحتها، علاوة على الثلوج التي تملؤ أرضها معظم الوقت وخاصة في الشتاء، وهذا يعوّق وسائل المواصلات التقليدية، بقى أن تعرف شيئا أخيرا يضاف إلى إثارة وغموض تلك الجزيرة، وهو أن الشمس تتقاسم عامها مع الظلام فستة أشهر شمس ساطعة 24 ساعة، وستة أشهر 24 ساعة !
إذا كنت من هواة الإثارة والمغامرة، ومعرفة عالم جديد لم تعرفه من قبل، إذا كان لديك القدرة على التكيف مع تلك الطبيعة الباهرة، فلاشك أن رحلة إلى تلك الجزيرة لن تنسى وستحفر في ذاكرتك ما حييت.
0 comments: